مسبح الرياضي: عنصريين ومتحرشين جنسيا

الحادثة التي سأقصّها عليكم حدثت في صيف عام ٢٠٠٩
لكن هذا لا يعني أنها لم تحدث على مدى العامين المنصرمين
وهنا يتمحور ندمي الشديد وحمرنتي المقمعة في عدم نشر هذه الحادثة سابقا

الحادثة تبدأ بزيارة صديقتي الإيرلندية “روزان” إلى لبنان آتية من بريطانيا
هذا بعدما كان قد طلع الشعر على لساني وأنا أحدثها عن لبنان
وجمال لبنان، وروعة لبنان، وطقس لبنان، وقرب الجبل من الشاطىء في لبنان، ولزة أهل لبنان،والأكل في لبنان

فإما شعرت روزان أن لا بد ولامهرب لها إلا زيارة هذا المكان،
أو ربما لتخرسني – في الحالتين
جاءت  وبحقيبتها أمال عالية – هاي هوبس أوروبية
فأمضينا أسبوع رائع بين البحر والجبل والنهر والسهل والسهر
حتى بانت علامات السعادة على وجهها
وفي اليوم السابع  توجهنا إلى مسبح الرياضي في بيروت

وهنا تبدأ القصة

تسبحنا، أكلنا ، تمددنا في الشمس وقرأنا
قالت لي روزان أنني كنت محقا عن لبنان وجماله. فرحت وسعدت
قالت لي أنها توّد تعلم الغطس في لبنان
قلت لها “إيزي” سأسأل عند المدخل إذا كان لديهم غطاس
وتوجهت مع وجهي إلى المدخل
وسألت الرجل الأسمر العجوز
فقال لي: نعم عنا أحلى وأشطر غطاس
قلت له: روعة
أعطاني كرت الغطاس: بسام بقيلي – إحفظوا الإسم جيدا
وعدت مغتبطا إلى روزان مع هدية غطس

كلّمت بسام تلقائيا، فقال لي أنه يمارس الغطس وتعليمه من ثلاثين سنة
إتفقنا على موعد لبدء الدروس


حضرت في الموعد المحدد بعد بضعة أيام برفقة روزان
كانت  هي تطير وتحط من الفرح والحماس
طمأنني بسام بقيلي وهو رجل في الأربعة وستين من عمره،  أن كل شيء سيكون على ما يرام،
وأن دورة الغطس ستستمر خمسة أيام وستحصل روزان على شهادة مصدقة من أميركا  في نهايتها
دفعت له 300 دولار وتركت روزان معه لتتعلم الغطس
شكرني  وطمأنني مرة أخرى  على الطريقة اللبنانية قائلا: مثل إبني إنت، من عيوني، روح ومايكنلك فكر

وذهبت

غطست روزان كل النهار
وفي العصر ذهبت لإحضارها لم أجدها، سألت عنها في المسبح قالوا لي أنها غادرت
إتصلت ببسام قال لي أنه غادر المسبح وروزان غادرت قبله
بدأ الخوف يعتريني، لكن سرعان ما بانت روزان أمامي بوجهها البشوش وبددت كل الخوف
بعدما كانت قد غطست وشاهدت الغروب مع فنجان قهوة في مقهى الروضة
لم أخبرها أنني ذعرت عليها، تركتها فرحة وبلعت غضبي
في اليوم الثاني عدنا إلى الرياضي، و
كما اليوم الأول تركت روزان لتغطس

وذهبت

عند الساعة الرابعة يدّق تلفوني، إنه بسام، روزان في مقهى الكوستا في الحمرا، قال لي
فشكرته
وحضرت إلى كوستا، روزان جالسة وحيدة
وجهها حزين، وعيونها تحبس دموعها
سألتها ما القصة؟ لم تجب
أعدت السؤال مرارا، لم تجب
سألتها لماذا لم تنتظرني في الرياضي، لم تجب

أهو بسام؟

تطلعت هي أرضا وتركت دموعها تروي بلاطات الرصيف
لم تقل شيئا، سكتت،
غمرتها غمرة طويلة
وتركت في أذنها بعضا من عبرات الحب
حتى هدأت قليلا وروت لي ما حصل

قبل أول غطسة صباحية كان بسام ودودا، وعد روزان بغطسة في البحر ورؤية أكواخ الروشة إذا ما تنفست صحيحا

المصدر: Thuraya and the Terrorist Donkey


فغطسا سويا، وتنفست روزان صحيحا ولم تستهلك الأوكسيجين المخصص للغطسة بالكامل
عدنا إلى اليابسة، فقال لها بسام: حان وقت الأكواخ
إغتبطت روزان وهيأت نفسها إلى غطسة جديدة
بينما كان بسام يملأ القوارير بالأوكسيجين

وغطسا مجددا
بعد ربع ساعة من الغطسة إستهلكت روزان كل الأوكسيجين في قارورتها
فحدثها بسام بلغة الغطس الخاصة أنها عليها مشاركته أوكسيجانه
وهذا يعني أن عليه أن يكون ملاصقا لروزان جسديا لمشاركتها بكمامته
فغمرها تحت الماء، وبدأت يداه باللعب
لم تفكر روزان في حينها أنه يتحرش بها
ولم تفكر حتى أن بسام لم يملأ قارورتها بالأوكسيجين الكافي للغطسة بغية التقرب منها وممارسة مرضه الرجولي
لم تفكر أن قذارته قد تصل إلى حد المجازفة بقتل إمرأة فقط لأجل لمسة على فخدها

صعدت روزان وبسام إلى سطح الماء بالقرب من أكواخ الروشة
روزان حتى الآن لاتريد التفكير أن هذا العجوز إبن ال٦٤ من العمر والأب ورب العائلة يتحرش بها
أقنعت نفسها أنها كانت تتنفس بالطريقة الخطأ ونفذت من الأوكسيجين

سبحا إلى الشاطئ قرب المغارات، هناك بدأ الشك يعتري روزان
لا شيء بل عتمة كاحلة في الداخل، وبسام يسألها الدخول وهي ترفض
فكرت بالرجوع، لكن لا طريق للعودة إلا بالغطس،
ولا أوكسيجين في قارورتها، ولا من أحد للمساعدة
فقررت التصرف بحكمة وبقيت على الشاطئ قرب الأكواخ
جلس بسام إلى جانبها، وبدأ كالمراهق يخبرها عن صاحبة له مغرمة به وهي تعيش في فرنسا بينما هو متزوج هنا
كان يخبرها هذه القصة بينما يتقدم منها بين الحين والآخر، كانت روزان تبتعد عنه قليلا قليلا
كان الخوف يمتلكها، لم تلفظ بأي كلمة
لا حيلة لها ولا أوكسيجين
وفجأة

ينقضّ بسام عليها طالبا قبلة – فقط قبلة على شاطئ الروشة
تدفعه روزان جانبا، وبيدها حجر أملس لرأسه إذا كان يفكر بإعادة الكرّة
لكنه لا يفعل، يبقى صامتا…والرعب يأكل روزان
يفتح بسام فمه فقط ليلقي اللوم على روزان فيقول لها أن الحق عليها، كان يجب أن ترتدي سترة الغطس وتخفي ساقيها – لبناني أصلي
وهو الذي قال لها قبل الغطسة أن لا ضرورة للسترة اليوم، فحرارة المياه عاليه.
حيوان
لم تجبه روزان، كانت تعرف حينها أن طريق العودة هي عبر الماء وهو الذي يتحكم بالأوكسيجين
بعد لومها علي عملتها الشنعاء، طلب منها بسام عدم إخبار أحد، لم يعتذر لكنه طلب منها عدم إخبار أحد.
وقح
كان لا بد لروزان إلا أن تغطس مرة أخرى وأخيرة للعودة إلى مسبح الرياضي
قررت أن تكون شجاعة وأن تغطس مع من تحرش بها،
وقتله إن تحرش بها مرة أخرى
وبالفعل غطست،
لكن بسام لم يقم ولا بأي حركة
وصلا إلى مسبح الرياضي، ولزّق بسام بروزان محاولا إقناعها بعدم إخباري أو إخبار أي أحد
لم تجيد روزان اللغة العربية، كما لم تجيد إفتعال الفضائح
تمنت لو أنها في بريطانيا حيث كان بمقدورها شنغلته مباشرة إلى السجن،لكنها في لبنان،
لم يتركها بسام، إتصل بي للتضليل وقال لي أن روزان ذاهبة إلى كوستا
أوصلها بالقوة وحاول إقناعها كل الطريق بإلتزام الصمت
لم يكن على روزان الذهاب معه، لكنها خافت ولم تستطع التفكير بشيئ،

هذا ما حدث لروزان،
لكن القصة لا تنتهي هنا
حاولت إمتصاص غضبي بطريقة حضارية
لن أحرق سيارته ولن أقتله ولن أقول لأحد من أصدقائي الزعران الإهتمام بأمره
فكرت بالذهاب إلى مخفر الشرطة، لكنني كنت أعلم ماذا سيقولون لي: لشو بدا تغطس بنت لحالها! فلم أذهب
توجهت مع روزان إلى مسبح الرياضي
وطلبت أن ألتقي بالمدير لكنه لم يكن موجودا، أخذت رقمه وإتصلت به
هو مروان أبو نصار
أخبرته أنني أريد رؤيته للضرورة، إتفقنا على موعد في اليوم التالي
أتيت لملاقاته وأخبرته القصة،
بدا متفهما وبدت علامات الإستغراب على وجهه، وقال أنني لا أرضى بهذا الشييء في الرياضي
سألني ماذا أريد؟ قلت له أريد أن ألتقي معه بحضور روزان وبسام، وأتمنى أن يطرد بسام

فوافق، وقال لي أنه سيتصل بي في اليوم التالي
إنتظرت إتصاله على مدى يومين لكنه لم يتصل
إتصلت به في اليوم الثالث فقال لي وبالحرف

حكيت مع بسام، ويا صاحبي بسام إلو ٣٠ سنة بعّلم بالرياضي حتى إنو بعلّم ولاد صغار وبحياته ما حدا إشتكى منو،  فما في لزوم نلتقي

لم تصدق أذني ما تلفظ به السيد الوقح مروان أبو نصار
فقلت له : إنو هيك؟
فقال لي: خبرني بسام إنو روزان ضاعت قبل بنهار، وما بدا تلبس ثياب الغطس، فالواضح إنو صاحبتك مش نظيفة

قالها وبكل وقاحة فجنّ جنوني،
فقلت له: نعم صاحبتي مش نظيفه وهيّ عاهرة، بس عمرها ٢٤ سنة وبدك تقنعني إنو بنت ٢٤ سنة عجبها هيدا الختيار المشطشط إلي عمرو ٦٤ سنة تحت المي، فكمشتو عن بيضاتو وقالتلو تعا نيكني
وإنتهت هناك

إن مسبح الرياضي هو ليس فقط مسبح عنصري يمنع العمال الأجانب من النزول إلى مياهه، لعلهم حلّوا في الماء وضايقوا البياض اللبناني، إنما هو أيضا يحوي على متحرشين ومكبوتين جنسيا يعلمون الأطفال الغطس.
أعلم كل العلم أن مسبح الرياضي هو من المسابح القليلة في المدينة بيروت، لكنه ليس المسبح الوحيد،
أعلم أيضا أن الكثير يحبونه لأنهم كبروا على شاطئه الباطون، وسبحوا في زبالته ومجاريره
لكنه حان الأوان لأن نتصرف بمسؤولية مع ما يرتكبه هذا المسبح وإدارته وغطاسينه من قذارات إجتماعية وإنسانية
ومقاطعته مقاطعة كاملة ليس على االطريقة الهيبوكراتية اللبنانية

أرجو من من أصابه حادث شبيه الإتصال بي عبر ترك تعليق مع العنوان البريدي أو الإتصال بالجمعيات والمواقع التالية:
Kafa
nasawiya
مغامرات سلوى

More at Thuraya and the Terrorist Donkey.

Leave a comment